حذرت وزارة التربية طلبة الصفوف المنتهية من الانجرار وراء الاسئلة المرشحة من بعض التدريسيين او ما يتم تداوله من منشورات عبر موقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في وقت منعت فيه الوزارة استخدام الحاسبات والساعات الرقمية خلال الامتحانات، فيما نصبت اجهزة تشويش في بعض مراكزها لمنع حالات الغش التي تتم عبر اجهزة تعتمد على تقنية(البلوتوث).
وكما في كل عام اعتادت العائلات العراقية الى تهيئة الاجواء المناسبة لاولادها في المراحل الدراسية المنتهية خلال فترة الامتحانات الوزارية النهائية لتحقيق معدلات تؤهلهم الى الدخول الى الكليات والمعاهد، الا ان ذلك يتزامن مع ارتفاع فواتير التدريس الخصوصي، خاصة في الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الدراسي التي تعد فترة الذروة.
المتحدثة باسم وزارة التربية سلامة الحسن قالت لـ”الصباح”: ان الوزارة ستعمل جاهدة على انجاح العملية الامتحانية للطلبة في بغداد والمحافظات.
ودعت الطلبة الى اعتماد الكتب المنهجية بالدراسة بعيدا عن المرشحات التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي من (فيس بوك واليوتيوب والتويتر) او شركات الهواتف النقالة التي غايتها تشتيت ذهن الطالب، مشيرة الى ان اللجان المختصة بوضع الاسئلة الامتحانية ملتزمة بتوصيات وزير التربية محمد تميم في ان تكون الاسئلة منهجية وواضحة ومتوازنة وعلى ثلاثة مستويات تمنح كل ذي حق حقه عبر تنافس الطلبة في نيل الدرجات التي يستحقونها.
ونوهت الحسن بان الوزارة عممت كتابا الى جميع المديريات العامة في بغداد والمحافظات يمنع استخدام الحاسبات بكل انواعها، بالاضافة الى الساعات اليدوية التي تعمل بنفس الغرض للمراحل الثانوية خلال الامتحانات التي ستبدأ يوم غد الاحد لمرحلة السادس الاعدادي.
أجهزة تشويش
بدورها، اعلنت المديرية العامة لتربية الرصافة الثالثة نصب كاميرات واجهزة تشويش داخل المراكز الامتحانية الوزارية.
مدير عام تربية الرصافة الثالثة حسين علي ناصر العبودي ذكر في بيان تلقت “الصباح” نسخة منه، ان “المديرية شرعت ولأول مرة بنصب كاميرات مراقبة داخل قاعات المراكز الامتحانية لغرض متابعة سير العملية الامتحانية وللفرعين العلمي والادبي”.
واضاف العبودي ان “كاميرات المراقبة مرتبطة مباشرة باللجنة الفرعية للامتحانات في ديوان المديرية والتي ستكون مسؤولة عن مراقبة سير العملية الامتحانية من خلال شاشة مركزية”، مبينة انها “نصبت ايضا اجهزة تشويش داخل المراكز الامتحانية على اجهزة البلوتوث وغيرها من الاجهزة التي يستخدمها بعض الطلبة لغرض الغش في المادة الامتحانية”.
واشار العبودي الى ان “6069 طالبا سيتوجهون في الاول من شهر حزيران المقبل لاداء الامتحانات النهائية للمرحلة الاعدادية بفرعيها العلمي والادبي موزعين على 68 مركزاً امتحانياً، فيما سيتوجه يوم 2 حزيران 10461 طالباً للمرحلة المتوسطة”.
موسم الخصوصي
بالمقابل، يعاني اولياء الامور من تصاعد اجور التدريس الخصوصي، اذ تقول الدكتورة لمياء العزاوي (53) سنة من منطقة الخضراء لـ”الصباح”: انها ادخلت “ابنيها (رقية وعلي) ضمن حلقات المدرسين الخصوصيين في جميع المواد الدراسية وبلغت كلفة التدريس لكليهما 15 مليون دينار، بالاضافة الى خطوط نقل خاصة لنقلهما الى المدرسين اسبوعيا”.
وبينت ان “معدل الدراسة لاولادها يتراوح من 12 الى 13 ساعة يوميا، اذ تحرص على حصولهما على المجموع الذي سيؤهلهما الدخول الى المجموعات الطبية او الهندسية”.
درجات عالية
من جانبها، قالت ام شهد (45 ) سنة من منطقة الاعظمية ان ابنتها طالبة في السادس الادبي قررت ان تستعين بمدرسين خصوصيين لتحقيق معدل عال في مادة اللغة الانكليزية والعربية والرياضيات.
واضافت لـ”الصباح” ان المبالغ التي خصصتها للتدريس الخصوصي للعام الدراسي الحالي تجاوزت الثلاثة ملايين دينار بعد تسجيلها لدى اشهر المدرسين الاختصاص للمواد المذكورة اعلاه، على حد قولها، اذ خصصت لكل درس من 750 الفا الى مليون دينار.
الأجواء العائلية
بينما، اكدت سلمى ابراهيم من الدورة (ام لثلاثة طلاب) ان الاجواء العائلية مهيأة تماما لاداء الامتحانات وتوفير الخدمات الاساسية في المنزل من الطاقة الكهربائية ومكان الدراسة الذي حرصت على ان يكون بعيدا عن الانشغال في مشاهدة التلفاز واستخدام الانترنت والموبايل.
واشارت ابراهيم الى “استنزاف ميزانية العائلة بالكثير من الامور التي يطلبها ابناؤها، فضلاً عن الوقود اليومي للمولدات والاشتراك بخط ذهبي من المولد الاهلي في المنطقة”.
مبالغ جديدة
حسين ابراهيم من جهته اشار الى ان ولديه اعادا السنة الدراسية في السادس العلمي وقد حملوه مبالغ جديدة، فضلاً عما صرفه في العام الماضي، اذ وصلت صرفياتهما للدروس الخصوصية والوقود والاستنساخ والاشتراك في الانترنت الى 7 ملايين دينار، وفي هذا العام وصل الانفاق حتى الان الى 5 ملايين دينار ولم ينته الامر الا باعلان نتائج الامتحانات التي ستبدأ مطلع شهر حزيران المقبل.
وبين لـ”الصباح” ان العائلة العراقية تعيش اجواء الامتحانات وكأن الممتحن هو الاب او الام اللذين يحرصان على توفير الهدوء والطعام والتكييف واغلاق اجهزة التلفاز ومنع الاطفال ان وجدوا من احداث الضوضاء.
الرئيسية 